آخر الأخبار

جاري التحميل ...

baladi

رفع البلديون مطالب عدة لنظرائهم النواب؛ لبحثها في الدور التشريعي الثالث، مجمل مطالبهم لا تعبر سوى عن أنانيتهم وحرصهم على تحقيق مصالحهم ومكاسبهم الشخصية، زيادة المخصصات المالية، وتوفير مكاتب “كشخة”.
بالله عليكم ماذا فعلتم لأهالي دوائركم؟ حالكم حال النواب تركضون وراء المواطن إلى لحظة التصويت، وبعدها لا تعرفونه ولا تردون على اتصالاته ولا تستقبلونه بمكاتبكم.
مقابلة المواطنين والسعي لحل مشاكلهم لا يتطلب مكاتب درجة أولى، بل ليس بالضرورة توفير مكتب خاص لكل بلدي. تواجدكم بين الأهالي وحسن استماعكم لمشاكلهم وهمومهم الكثيرة هو صميم عملكم، وليس الجلوس في المكاتب “الكشخة”. واجبكم أن تردوا على اتصالات الشباب والعجائز والأرامل والمطلقات الذين يتمنون لو مرة تردون على اتصالاتهم ورسائلهم. والله سمعت من آلاف المواطنين يشكون تهميشكم لاتصالاتهم وأغلبيتكم يعتذر عن استقبال المواطنين بمكتبه بحجة انشغاله! هذه حقيقة نأمل ألا تنكروها.
حقكم غير مهضوم، بل تستلمون رواتب ومميزات أكثر بكثير مما تستحقونه ومما تقدمونه وهذا ما ينطبق على النواب أيضا. وكان الأجدر بكم رفع طلبات ومشاكل المواطنين للنواب، بل الواجب والأمانة تحتم عليكم عقد اجتماعات دورية مع النواب وقبل بدء الأدوار التشريعية؛ لبحث تطوير العمل وآلية التعاون وسبل تحقيق المطالب الشعبية بدلا من التباكي على الامتيازات والرواتب.
هذا لو صدقتم في عملكم وكنتم على قدر المسؤولية والأمانة التي تحملونها في رقابكم؟ لكن واقع الحال مؤسف وما أكثر شبهكم بنواب الحكومة، تسعون باستماتة لتحقيق مصالحكم الشخصية وكسب أفضل الامتيازات. فما ذنب من رشحكم ووثق فيكم؟
أما عن شكواكم من وزير البلديات بتهميشكم وتمييزه في المعاملة بين الأعضاء ورئيس ونائب المجلس، فعندكم ألف طريقة وطريقة لإيصال شكواكم لسمو رئيس الوزراء والسعي لحلها كما تسعون لكسب الامتيازات التي يتمتع بها الرئيس ونائبه “جواز خاص، راتب ومكافآت أعلى”.
أما خلافكم بتدخل بعض النواب بعملكم من خلال لقائهم بالوزرات الخدمية، فذلك لا عيب فيه، إلا إذا كان ظاهر هذا العمل يختلف عن باطنه، كم نائب وبلدي اجتمع بالوزراء؟ المحصلة لا تتعدى صورة وخبر في الصحف. وهذا ليس بغريب عليكم.
حب البروز في الصحف والمواقع الرسمية هو همكم الأكبر. وهو مرض عضال ندعو الله أن يشفيكم ويبدلكم بخيار خلقه.
ولنفترض وجود ازدواجية في عملكم مع النواب، أتعجزون عن التنسيق والتعاون وتطوير القوانين المنظمة بما يمنع الازدواجية ويوسع صلاحياتكم ويسهم في انسايبة العمل وتطويره. بكاؤكم على قانون المجالس البلدية وضعف صلاحياتكم المحصورة في رفع التوصيات والمقترحات لا يقدم ولا يؤخر، والعبرة بالأفعال لا الأقوال. فماذا فعلتم حيال ذلك؟ هل بحثتم الأمر مع السلطة التشريعية ومع ورئيس الوزراء؟ “اللي يبي الصلاة ما تفوته”، وهذا مثل معروف، ومبررات الفشل و”العيارة والجمبزة” شبعنا منها.
والله لو أردتم العمل والإصلاح والتطوير لفعلتم ذلك والحكومة لن تقف في طريقكم، لو اتحدتم وتعاونتم وأخلصتم العمل والنية من أجل خدمة الفقراء والمساكين. للأسف لا نرى من ذلك شيئاً.
ومع بداية الدور الحالي، اجتهد الأهالي والكتّاب والمهتمين بمناشدتكم لرفع مستوى أدائكم والسعي لتحقيق المطالب الشعبية، رغم يأس الجميع من تجاوبكم وفائدتكم، لكن حين تغلق كل الأبواب في وجه المواطن المقهور لا يبقى أمامه حيلة سوى مناشدة الكذابين والمهرجين.
فشلتم بامتياز كحال من سبقكم من نواب وبلديين وشماعة الفشل لن تشفع لكم، وحقوق المواطنين في رقابكم إلى يوم الدين.


 

عن الكاتب

abusalah47

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

abusalah47